بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهُم َّصلِّ علٰى سَيِّدنا مُحَمّدٍ عبدِكَ وَنبيِّكَ ورسولِكَ النَّبيِّ الاُمِيّ وَعلٰى اٰلهِ وَصَحْبِهِ وسَلِّم تسليماً بقدرِ عظمةِ ذاَتِكَ في كـُلِّ وَقتٍ وَحيـنٍ
Al-Washaya
Muhyiddin Ibnu 'Arabi
الوصايا
الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي الحاتمي الطائي
حسّن الظن بربك على كل حال ولا تسئ الظن فإنك لا تدري: هل أنت على آخر أنفاسك في كل نفس يخرج منك فتموت فتلقى الله على حسن ظن به لا على سوء ظنه، فإنك لا تدري لعل الله يقبضك في ذلك النفس الخارج عنك. ودع عنك ما قال من قال بسوء الظن في حياتك وحسن الظن بالله عند موتك، وهذا عند العلماء بالله مجهول. فإنهم مع الله بأنفاسهم وفيه من الفائدة والعلم بالله أنك وفيت في ذلك الحق حقّه، فإن من حق الله عليك الإيمان بقوله: (وننشئكم في ما لا تعلمون). فلعل الله ينشئك في النفس الذي تظن أنه يأتيك نشأة الموت والانقلاب إليه وأنت على سوء ظن بربك فتلقاه على ذلك، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أنه عز وجل يقول: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيراً". وما خص وقتاً من وقت. واجعل ظنك بالله علماً بأنه يعفو ويغفر ويتجاوز، وليكن داعيك الإلهي إلى هذا الظن قوله تعالى: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)، فهناك أن تقنط، وما نهاك عنه يجب عليك الانتهاء عنه. ثم أخبره، وخبره صدق لا يدخله نسخ، فإنه لو دخله نسخ لكان كذباً والكذب على الله محتال-فقال: (إن الله يغفر الذنوب جميعاً) وما خصّ ذنباً من ذنب وأكدها بقوله: (جميعاً) ثم تمّم فقال: (إنه هو) فجاء بالضمير الذي يعود عليه (الغفور الرحيم) من كونه سبقت رحمته غضبه. وكذلك قال: (الذين أسرفوا) ولم يعين إسرافاً من إسراف، وجاء بالاسم الناقص الذي يعمم كل مسرف، ثم أضاف العباد إليه لأنهم عباده كما قال الحق عن العبد الصالح عيسى عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك). فأضافهم إليه تعالى وكفى شرفاً شرف الإضافة إلى الله تعالى".
تلك كانت الوصية الرابعة من الوصايا المئتي والواحد (201) وصية من وصايا الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي التي تضمنها هذا الكتاب الذي يعتبر إمام الصوفية في عصره؛ بل حتى عصرنا الحاضر وهو الشيخ محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد الحاتمي المعروف بـ(ابن عربي) ولد في مدينة مرسية في الأندلس في 17 رمضان عام 650هـ. تلقى العلم عن علماء عصره في إشبيلية ثم ارتحل إلى المشرق العربي فزار دمشق والحجاز ومصر وأقام فيها مدة طويلة متعلماً ومعلماً. مذهبه الفقهي هو المذهب الظاهري. انتهى به المطاف في رحلاته العلمية إلى دمشق فأقام فيها وتوفي فيها سنة 638هـ ودفن فيها. له العديد من الكتب وأهمها: الفتوحات المكية، وهو أشهر كتب الصوفية على الإطلاق، الديوان، مجموعة رسائل، محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
http://archive.telexpresse.com/fileattach/1375451664.pdf
Atau Disini
Mohon Maaf, Kepada Semua Sahabat, Atas Ketidak Nyamanannya, Dengan adanya Shortener Di Link Download. Mohon Keridhoannya. Terima Kasih.**** Apabila kesulitan Download Silahkan buka/klik gambar(Cara Download) kalau Di hp, Geser kebawah. Apabila masih kesulitan, silahkan copy paste link download yang ada, kebrowser.*** Apabila ada link Download yg rusak/mati, mohon beritahu kami lewat komentar dibawah ini.
Silahkan Bagikan Artikel ini
Related Posts :